أساسيات الفوركس

تأثير ارتباط الأسواق المالية على عمليات التداول

تعد الأسواق المالية من أهم العناصر التي تؤثر على عمليات التداول في العالم المالي. فالترابط والتفاعل بين هذه الأسواق يمثل عاملًا حاسمًا في تحديد اتجاهات الأسعار وتحركات الأصول المالية، لذا ففهم تأثير ارتباط الأسواق المالية يساعد المستثمرين والمتداولين على اتخاذ قرارات استثمارية مدروسة وتحقيق نتائج أفضل.

وفي هذه المقالة سنوضح لكم تأثير ارتباط الأسواق المالية على عمليات التداول، والأشكال التي يظهر بها هذا التأثير.

فهم العلاقات في سوق الفوركس

يتم قياس ارتباط العملات الأجنبية على مقياس يتراوح بين -1 و+1. وفقًا لهذا المقياس، يُعتبر معامل الارتباط -1 تمامًا ارتباطًا سلبيًا، في حين يُشير +1 إلى وجود ارتباط إيجابي مثالي. أما القيمة 0 فتعني عدم وجود أي ارتباط بين العملات، وبشكل عام، تشير الارتباطات الإيجابية إلى أن اثنين من أزواج العملات يميلان إلى التحرك في نفس الاتجاه، بينما تشير الارتباطات السلبية إلى أنهما يتحركان في اتجاهين متعاكسين.

ولنوضح لكم مفهوم ارتباط العملات الأجنبية بشكل أوضح، دعونا نشرح لكم بعض الأمثلة من سوق الصرف الأجنبي:

1-المؤشرات الاقتصادية

تلعب المؤشرات الاقتصادية دورًا حاسمًا في تشكيل العلاقات بين العملات الأجنبية، حيث يمكن أن تؤثر البيانات الاقتصادية القوية أو الضعيفة على قيمة العملة، مما يتسبب في تحركات مترابطة بين أزواج العملات ذات الصلة.

على سبيل المثال، الارتباط الإيجابي يحدث عندما تكون البيانات الاقتصادية لبلد ما إيجابية، مثل نمو الناتج المحلي الإجمالي القوي أو الأرقام المرتفعة لمؤشرات التوظيف. في هذه الحالة، يرتفع قيمة العملة الخاصة بذلك البلد. ونتيجة لذلك، يظهر ارتباط إيجابي بين أزواج العملات التي تتضمن تلك العملة.

على الجانب الآخر، الارتباط السلبي يحدث عندما تكون البيانات الاقتصادية ضعيفة، مما يؤدي إلى انخفاض قيمة العملة. وبالتالي، تظهر ارتباطات سلبية بين أزواج العملات المرتبطة بهذه العملة.

2-السياسات النقدية

تترتب على إجراءات البنك المركزي والسياسات النقدية تأثيرات كبيرة على قيم العملات، والتي يمكن أن تؤثر في ارتباطات العملات الأجنبية. وتتباين البنوك المركزية في تبنيها لسياسات مختلفة، مما يؤدي إلى تباين في أسعار الفائدة وتوقعات السوق.

على سبيل المثال، الارتباط الإيجابي يحدث عندما تتبع بلدان مختلفة سياسات نقدية مماثلة أو عندما تتبع البنوك المركزية لهذه البلدان استراتيجيات متشابهة. في هذه الحالة، يظهر ارتباط إيجابي بين أزواج العملات المتعلقة بهذه البلدان.

من ناحية أخرى، الارتباط السلبي يحدث عندما تتبع البنوك المركزية سياسات نقدية متباينة. وهذا يمكن أن يؤدي إلى ظهور ارتباطات سلبية بين أزواج العملات.

3-الأحداث السياسية ومعنويات السوق

يمكن للأحداث السياسية والمعنوية وتغير مشاعر السوق أن تؤثر بشكل كبير على قيم العملات وبالتالي تؤثر على ارتباطات العملات الأجنبية. التوترات الجيوسياسية، الانتخابات، الحروب التجارية وغيرها من الأحداث يمكن أن تؤدي إلى تغيرات في معنويات السوق وتأثيرها على حركة العملات.

أنواع علاقات العملات الأجنبية

بشكل عام، هناك نوعين أساسيين للعلاقات بين العملات الأجنبية وهي التي يتجلى فيها تأثير ارتباط الأسواق المالية على عمليات التداول، وهي كالتالي:

1-الارتباطات المباشرة

تحدث عندما يكون هناك علاقة إيجابية بين زوجين من العملات، مما يعني أنهما يتحركان عادة في نفس الاتجاه. على سبيل المثال، عندما يظهر زوج اليورو/الدولار الأمريكي وزوج الجنيه الإسترليني/الدولار الأمريكي ارتباطًا مباشرًا، فإن ذلك يعود إلى وجود عوامل أساسية مشتركة بينهما، مثل الاقتصادات الأوروبية والأمريكية.

2-الارتباطات العكسية

تحدث عندما يكون هناك علاقة سلبية بين زوجين من العملات، مما يعني أنهما يتحركان عادة في اتجاهين متعاكسين. مثالًا على الارتباط العكسي هو زوج الدولار الأمريكي/الين الياباني وزوج اليورو/الدولار الأمريكي، حيث يتسبب التغير في قيمة الدولار الأمريكي عادة في حركات متضاربة بين الزوجين.

فوائد ارتباط الأسواق المالية والعملات الأجنبية

إن ارتباط الأسواق المالية يعود بالعديد من الفوائد على المتداولين في حال كانوا متابعين بشكل مستمر للأسواق، وعلى دراية كافية بطرق ارتباط الأسواق المالية، ومن أهم هذه الفوائد:

  • من خلال اختيار أزواج العملات ذات الارتباط المنخفض أو السلبي، يمكن للمتداولين تنويع محافظهم الاستثمارية وتقليل تعرضهم للمخاطر بشكل عام. عندما يتعرض زوج عملات لتحركات أسعار معاكسة، يمكن للزوج المرتبط سلبيًا تعويض الخسائر، مما يقلل من التأثير الإجمالي على المحفظة
  • عندما يظهر تحرك مماثل في أزواج العملات المتعددة، يمكن أن توفر إشارات تأكيد لفرص التداول المحتملة. على سبيل المثال، إذا لاحظ المتداول اتجاهًا صعوديًا في زوج الدولار الأسترالي/الدولار الأمريكي ووجود ارتباط مباشر مع زوج الدولار النيوزيلندي/الدولار الأمريكي، فإن ذلك يعزز القوة الصعودية لكلا الزوجين، مما يزيد من ثقة المتداول في تنفيذ الصفقات.
  • يمكن لارتباطات أزواج العملات الأجنبية مساعدة المتداولين على تطوير استراتيجيات تداول قوية. من خلال فهم العلاقة التاريخية بين أزواج العملات، يمكن للمتداولين تحديد الأنماط المتكررة وتطوير أساليب منهجية تستغل هذه الأنماط لصالحهم. يمكن ذلك عن طريق اقتران أزواج العملات ذات الارتباط الإيجابي أو السلبي العالي، أو استخدام استراتيجيات التحوط، أو الاعتماد على المؤشرات المبنية على الارتباط.

في الختام، إذا أردتم معرفة المزيد عن التداول في البورصات العالمية تفضلوا بزيارة موقعنا من هنا، كما يمكنكم الاطلاع على الخدمات التي يقدمها فريق Markets Bloom.

ومن أجل الحصول على التوصيات والاستشارات يمكنكم التواصل مع خبرائنا عن طريق الواتساب.

وللاطلاع على آخر الأخبار زوروا صفحتنا على الفيسبوك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى