أساسيات الفوركسالأخبار

تاريخ سوق العملات

إن سوق العملات الدولية هو أضخم سوق في العالم، وستدرك ضخامة هذا السوق عندما تعرف أن حجم التداول في بورصة نيويورك للأسهم وهي أضخم بورصة أسهم في العالم يصل إلى أكثر من ٢٥ مليار دولار يومياً بينما بورصة العملات يتم تداول أكثر ٢٠٠٠ مليار دولار في اليوم.

حيث تتقلص أمامه جميع الأسواق المالية الأخرى وهذا أكثر من كافي لنكون على دراية في مدى ضخامة هذا السوق .

خلفية تاريخية عن سوق العملات

اتفاقية بريتون وودز

بعد الحرب العالمية الثانية وفي عام ١٩٤٧ قامت الدول المنتصرة بالتوقيع على اتفاقية ” بريتون وودز ” وذلك بهدف ترتيب أوضاع الإقتصاد العالمي ومن بين بنود هذه الاتفاقية كانت عملية تقييم العملات مقابل الدولار الأمريكي بدلاً من الذهب كطريقة تساعد على بناء ما دمر في الحرب بين دول أوروبا المنهكة، وكان من أهم نتائج هذا القرار هو ثبات أسعار العملات وبأقل حد من التذبذب مقابل الدولار ومقابل بعضها البعض .. فلم يكن هناك مجال للمتاجرة بالعملات والتي قامت أساساً على فكرة استغلال تذبذب أسعار العملات مقابل الدولار.

في عام ١٩٧٠

بسبب الظروف اقتصادية الصعبة مرت بها الولايات المتحدة..قرر الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون قراره الشهير بفك الارتباط بين عملات أوروبا والدولار الأميركي وذلك أدى إلى تأثر عملات أوروبا واليابان بالقرار تأثيراً شديداً، فأصبحت سريعة التأرجح هبوطاً وصعوداً تحت تأثير سياسة واقتصاد كل دولة من تلك الدول وتحت تأثير ضعف أو قوة الدولار الأمريكي والاقتصاد الأمريكي ،
ومن  هنا نشأ تاريخ هذا السوق في وقت واحد في الولايات المتحدة واليابان وغيرها من الدول .
ولكن نتيجة تقدم وحداثة هذا السوق من جهة ولضعف وسائل الإتصال من جهة ثانية..كان من المستحيل على غير البنوك والمؤسسات المالية الكبرى أن تتاجر بهذا السوق هائل الضخامة .


ومع التطور المستمر والمتسارع لوسائل الإتصال والإنتشار السريع والمتزايد لاستخدام الكمبيوتر.
.ومع ثورة الإنترنت الكبيرة أصبح بإمكان الأفراد ومنذ لا يزيد عن فترة بسيطة بالمتاجرة بالعملات والاستفادة من الفرص التي لاتنتهي لتحقيق أرباح خيالية وبسرعة كبيرة .


لماذا يشتري الناس عملات دول أخرى ؟

عندما يقوم تاجر ما من مصر مثلاً بشراء سلع من اليابان..فلابد له من أن يدفع قيمة هذه السلع بعملة يقبلها البائع الياباني..فإن البائع الياباني لن يقبل أبداً بأن يحصل على ثمن سلعته بالجنية المصري.. بل هو يريد أن يتسلم ثمن سلعته إما بعملة بلده ( الين ) أو بعملة ثانية مقبولة في أغلب دول العالم كالدولار الأمريكي أو اليورو أو الجنية الإسترليني .
هنا ليس أمام التاجر المصري إلا أن يستبدل ما لدية من جنيهات ليقوم بشراء دولار أمريكي ليقوم بارسالها إلى البائع الياباني مقابل السلع التي قام بشرائها منه .
بهذه الحالة على التاجر المصري أن يشتري الدولار ويدفع مقابلة جنية مصري.
.وكذلك لو أراد شخص ما عربي أن يسافر إلى أحد الدول الأوروبية بهدف السياحة مثلاً فلابد أن يشتري بعملته المحلية العملة الأوروبية الموحد ( اليورو ) ليتمكن من دفع ما سيقوم بشرائه من سلع وخدمات في الدول الأوروبية التي سيزورها .


وكذلك لو كان هناك شخص ما عربي يرغب بأن يستثمر في بريطانيا بشراء أسهم أو عقار مثلاً..فلكي يدفع قيمة تلك الاستثمارات فلابد له من أن يدفع قيمتها بالجنية الإسترليني أو بعملة يقبلها البائع الإنجليزي كالدولار مثلاً.. فعليه أن يستبدل عملته المحلية ويشتري بدالها جنيه إسترليني ،هذه هي أهم الأسباب التي تدفع جهة ما لشراء عملة دولة أخرى ..
ينطبق هذا على الدول كما ينطبق أيضاً على الأفراد.
.فالدول تتبادل بينها السلع والخدمات بيعاً وشراءاً فلكي تستطيع دولة ما أن تدفع قيمة ما تقوم باستيراده فلابد أن تدفع قيمته بعملة تلك الدولة أو بعملة تقبلها هذه الدولة ، لذا تضطر الدول دائماً لأن تشتري عملات الدول الأخرى .
وكذلك بالنسبة للاستثمارات.
.فالدول والمؤسسات المالية التي تستثمر في دولة أخرى تقوم بدفع قيمة هذه الاستثمارات بعملات الدول التي تستثمر بها أو بعملات تقبلها مثل الدولار والجنيه واليورو.


هل علمت الآن لماذا يعتبر سوق العملات هو الأكبر في العالم ؟


ذلك لأن تلك الملايين من عمليات الاستثمار والتجارة وحالات السفر تحدث كل يوم وفي كل مكان في كافة أنحاء العالم . فهناك حاجة دائمة لشراء وبيع العملات في كل يوم وفي كافة أرجاء العالم ، ومن هنا تحديداً.. يتم تداول يومياً ما لايقل عن ٢ تريليون دولار ..!!
وهذا الرقم الهائل يمثل قيمة العملات التي يتم بيعها وشراءها كل يوم في كافة أنحاء العالم .
كما ذكرنا سابقاً..فإن السبب الرئيسي الذي يجعل الناس والدول يقومون بشراء وبيع العملات هو عمليات التجارة والسفر والاستثمار التي تتم بين الدول والأفراد.
فالغرض من الحصول على عملة دولة أخرى في جميع الحالات السابقة.
.هي استخدام هذه العملة في تبادل الخدمات والسلع بين الأفراد والدول .
فالناس يشترون عملة أخرى ليس حباً لها أبداً، أي أن الناس يبيعون ويشترون العملات باعتبارها أداة للتبادل .

ولكن كيف نشتري عملة ما ؟

هذا يتم بأن ندفع ما يقابلها من عملة أخرى ..
لابد أنك قمت يوماً ما بالذهاب إلى أحد محلات الصرافة وقمت باستبدال ما لديك من عملة مقابل الحصول على عملة أخرى كالدولار أمريكي .
أنت بذلك قمت ببيع عملتك وشراء الدولار الأمريكي عوضاً عنها .
وطبعاً لكي تشتري شئ فلابد من أن تعرف سعره .. وكذلك عندما تريد أن تشتري عملة ما فلابد لك من معرفة سعرها بالعملة الثانية .

هل كانت مقالتنا مفيدة ؟

قم بطرح أسئلتك علينا ليقوم فريق الدعم بمساعدتك بكل سرور من هنا.

كما يمكنك متابعة صفحتنا على الفيسبوك لمتابعة آخر الاخبار عبر هذا الرابط .

قد ترغب بقراءة :

مميزات وعيوب التداول في سوق العملات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى