لماذا يكون الذهب دائماً ذو قيمة؟
يجادل بعض الناس بأن الذهب ليس له قيمة جوهرية.. وأنه من بقايا البربرية التي لم تعد تحمل نفس صفات الماضي النقدية. وهم يؤكدون أنه في بيئة اقتصادية حديثة تكون العملة الورقية هي المال المفضل.. وإن قيمة الذهب فقط هي مادة لصنع المجوهرات.
أما من ناحية أخرى هناك أولئك الذين يؤكدون أن الذهب أصل يملك العديد من الصفات الجوهرية التي تجعله فريدًا وضروريًا للمستثمرين للاحتفاظ به في محافظهم. حيث يملك المستثمرون العديد من الأسباب للاستثمار في الذهب عن طريق أدوات تساعدهم للقيام بمثل هذه الاستثمارات.
اقرأ أيضاً: تداول عقود الذهب والفضة الآجلة
لغز الذهب الأساسي
يتفق معظم الناس على أن الذهب كان يملك على مر الزمان مكانة مهمة لكثير من الأسباب من أهمها كونه واحد من مكونات المجوهرات المزخرفة.. كما أنه عملة في وقت ما، وكاستثمار. ولكن بالإضافة إلى هذه القيم الملموسة، ولكن أهم ما يميز الذهب كمعدن ثمين ويزيد من جاذبيته الكبيرة عند الناس هو الدور المزدوج الذي يمثله الذهب.
هذه الازدواجية هي لغز فريد بالنسبة للذهب كسلعة. حيث يمكن أن يكون الذهب شيئًا كميًا وملموسًا.. مثل المال أو المجوهرات، وفي الوقت ذاته، يمكن أن يجسد شيئًا سريع الزوال، مثل الشعور، وحتى مجموعة من المشاعر. لهذا فإن جزءًا من السبب في أن الذهب كان دائمًا ذو قيمة يكمن في علم النفس وطبيعة التجربة الإنسانية.
اختيار الذهب كعملة
واجه أسلافنا فكرة ابتكار طريقة للتبادل أسهل في التنفيذ من نظام المقايضة. حيث كانت العملات المعدنية هي إحدى وسائل التبادل. من بين جميع المعادن الموجودة في الجدول الدوري للعناصر، يعد الذهب هو الاختيار المنطقي. يمكننا استبعاد عناصر أخرى غير المعادن لأن العملة الغازية أو السائلة لأنها ليست عملية من ناحية قابلية التبادل بين الأشخاص. هذا يترك المعادن مثل الحديد والنحاس والرصاص والفضة والذهب والبلاديوم والبلاتين والألمنيوم هي الخيارات الممكنة.
الحديد والرصاص والنحاس والألمنيوم، تعتبر هذه المعادن عرضة للتآكل بمرور الوقت لذلك لن تكون ذات قيمة جيدة من حيث التخزين، وهو أمر مطلوب من العملات المعدنية، كما أن الحفاظ على المعادن من التآكل يتطلب عمالة كثيفة. فهذه المعادن ليست مثالية لتكون عملة معدنية تبعث على مشاعر الأمان والقيمة.
أما المعادن النبيلة مثل البلاتين أو البلاديوم،فهي من الخيارات المعقولة لأنها في الغالب غير تفاعلية مع العناصر الأخرى، لكنها نادرة جدًا لتوليد عملات معدنية كافية لتداولها.
والخيار الأمثل هنا هو الذهب والفضة، والسبب هو أن الذهب لا يتآكل ويمكن أن يذوب فوق اللهب، مما يجعل من السهل التعامل معه وختمه كعملة معدنية. ويعتبر الفضة والذهب من المعادن الجميلة التي يسهل تشكيلها في المجوهرات، وهما يملكان قيمة عالية من بين المعادن الثمينة.
الذهب المعدن الغامض
على الرغم من أن الفضة يمكن صقلها وتركيبها بطرق متعددة لجذب الضوء والعين، إلا أنه لا يوجد معدن مثل الذهب تمامًا. على عكس العناصر الأخرى، يمتلك الذهب بشكل طبيعي مجموعة دقيقة من الألوان الفريدة والجميلة، حيث ذرات الذهب أثقل في الواقع منها في الفضة والمعادن الأخرى. وهذه الخاصية تجعل الإلكترونات تتحرك بشكل أسرع، وهذا بدوره يسمح بامتصاص بعض الضوء في الذهب.
الذهب والاقتصاد
إذا انهار اقتصاد النقود الورقية الحديث، عندها سيوفر الذهب راحة الاستدامة. فالذهب هو الخيار المنطقي لإتمام المبادلات التجارية. ففي حال حدوث كارثة، واختفاء النقود الورقية والنظام الذي يدعمها، فسوف نعود إلى الذهب. ويمكن القول إن الذهب هو أحد المواد الوحيدة على وجه الأرض التي تتمتع بكل الصفات الوظيفية، بما في ذلك الاستدامة.
في النهاية يعتبر الذهب الخيار الأكثر منطقية لوسيلة تبادل السلع والخدمات. فالمعدن وفير بما يكفي لصنع عملات معدنية ولكنه نادر بما يكفي بحيث لا يستطيع الجميع إنتاجها. فالذهب لا يتآكل، ويوفر مخزنًا مستدامًا للقيمة، وينجذب إليه البشر جسديًا وعاطفيًا. فاهتمام المجتمعات والاقتصادات بالذهب هو السبب الرئيسي في استمرار قيمته.
الذهب هو المعدن الذي سنعود إليه عندما لا تعمل الأشكال الأخرى من العملات، الأمر الذي يعني أن الذهب ستكون له قيمة دائمًا في الأوقات الصعبة وكذلك الأوقات الجيدة.
لقراءة المزيد من المقالات عن الذهب والمعادن الثمينة الأخرى تفضلوا بزيارة موقعنا من هنا.
وللحصول على الاستشارات والتوصيات تواصلوا مع خبرائنا مباشرة عبر الواتساب.
ولمعرفة آخر الأخبار زوروا صفحتنا على الفيسبوك.
